مرحبا بك في موقع كلمات
  السبت 6 جمادى الثانية 1446 هـ
 القـائمـــــة الرئيسيـــــة
 أقســـــام المطويـــــات
 شـــــــارك معنـــــــــا

اجعل موقعنا صفحتك الرئيسية    أضف موقعنا للمفضلة    قالب xml لعرض جديد المطويات لأصحاب المواقع.

المتصفحين: 29

  المقـــال المختار..
  09 ديسمبر  إنما نحن فتنة فلا تكفر..
المصدر/المؤلف: فيصل عبدالله العمري
أرسلها لصديق أرسلها لصديق
طباعة المقال عرض للطباعة
عدد القرّاء عدد القرّاء: 14071

الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين وبعد:

فمن المخاطر العظيمة التي أفسدت المجتمعات وفرقت الأسر وأدخلت البلاء والأمراض على الناس (السحر) وما يتبعه من شرور، لذا كان لزاماً أن يفهم الناس حقيقته ويعرفوا خطره ويتقوا شره، حتى لا يقع في فعله من يجهل حكمه، أو يتورط به من يأمن مكره، فإليك أخي الكريم هذه النقاط المختصرة التي توضح لك إن شاء الله بعض معالمه وتدلك على بعض مخاطره:

1- تعريف (السحر) وبيان حقيقته:

السحر: في اللغة يطلق على ما خفي ولطف سببه، لذلك تقول العرب في الشديد الخفاء: أخفي من السحر. وهو في الاصطلاح الشرعي كما يقول ابن قدامة في المغني: ( عقد ورقى يتكلم به و يكتبه، أو يعمل شيئاً يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له ) [المغني:8/150].

ـ والسحر له حقيقة وتأثير، وقد يموت المسحور أو يتغير طبعه وعاداته، وله تثير في إيلام الجسم و إتلافه، وهذا هو الذي عليه عامة العلماء ويدل عليه الكتب والسنة الصحيحة [أنظر المجموع للنووي:19/240و الفروق للقرفي:4/149،وغيرها].

ـ والسحر منه ما يكون بهمة الساحر مع استعانته بالشيطان الذي يعينه على الفساد والإفساد فتتحد نفس الساحر مع نفس الشيطان فيحدث عند ذلك الفساد والإفساد، وهو مبني على أقوال وأعمال مخصوصة تصدر من الساحر تؤثر في الآخرين بقدرة الله، وهو النوع الأول من السحر.

والثاني: وهو سحر الطلسمات: وهو عمل يقوم به الساحر بمساعدة الشيطان أو بناء على أمره على الورق أو القماش أو المعادن ونحوها، بشكل مخصوص وفي وقت مخصوص وبحجم وصورة معينة لضرر نفر أو أكثر في شخصه أو ما يملكه. وهذه من أهم أنواع السحر.

2- حكم السحر وبيان خطره:

اعلم أن السحر لا يتم إلا بالاستعانة بالشياطين والعبودية لها بالقول والفعل وتناول المحرمات والخبائث ونحو ذلك، وهذا كله كفر وشرك لا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يأتيه. والأدلة على كفر الساحر كثيرة منها:

أ ـ قال تعالى: وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ [البقرة:102] ووجه الاستدلال بالآية أنها رتبت الحكم وهو الكفر على الوصف المناسب وهو السحر، وهذا مُبين بأن العلة في الكفر هو السحر.

ب ـ قال تعالى: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ [البقرة:102] ودلالة الآية على المطلوب من وجوه:

1) التصريح بأن تعلمه كفر بقوله: فَلاَ تَكْفُرْ يقول صديق حسن خان: ( الآية دليل على أن تعلم السحر كفر، وظاهره عدم التفريق بين المعتقد وغير المعتقد وبين من تعلمه ليكون ساحراً ومن تعلمه ليقدر على دفعه ) [نيل المرام:21].

2) أن السحر لا نفع فيه وما كان لا نفع فيه فإن الله لا يبيحه لعباده.

3) التنصيص على أن من أشتره ماله في الآخرة من خلاق، والخلاق النصيب، والذي ليس له في الآخرة نصيب هو الكافر.

ج ـ قال تعالى: وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى [طه:69] ونفي الفلاح هنا يعم جميع الفلاح في الدنيا والآخرة وهذا دليل على كفره لأن الفلاح لا ينفى بالكلية إلا عن الكافر الذي لا خير فيه.

وقد أجمع العلماء على حرمة تعلم السحر وتعليمه، قال ابن قدامه رحمه الله: ( تعلم السحر وتعليمه حرام لا نعلم فيه خلافاً بين أهل العلم )، وقال الذهبي رحمه الله في كتابه الكبائر: ( الكبيرة الثالثة في السحر، لأن الساحر لابد وأن يكفر قال تعالى: وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ [البقرة:102]... إلى أن قال: فترى خلقاً كثيراً من الضلال يدخلون في السحر ويضنونه حراماً فقط، ولا يشعرون أنه الكفر، ويدخلون في تعليم السيمياء ـ نوع من السحر ـ وهي محض السحر، وفي عقد الرجل عن زوجته وهو سحر، وفي محبة الرجل للمرأة وبغضها له، بكلمات مجهولة أكثرها شرك وضلال ) [الكبائر:14]. وقال الشيخ حافظ حكمي: ( وقد علم أن السحر لا يعمل إلا مع كفر بالله ) [معارج القبول:1/512].

3- طرق الوقاية من السحر:

خير علاج للسحر أن يتقيه المرء قبل وقوعه إذ الوقاية خير من العلاج، والساحر إنسان ضال يحب الشر والإفساد، وهو يستعين على أغراضه الفاسدة بالشيطان، وقد بين القرآن كيف يحصن المسلم نفسه من الشيطان وأعوانه وأتباعه ومن ذلك:

1) تجريد التوحيد لله والترحل بالفكر في الأسباب إلى المسبب وأن كل ما حوله بيد الله وأن لن يضره شيء ولا ينفه إلا بإذن الله قال تعالى: وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ [البقرة:102].

2) الاستعاذة بالله من الشيطان قال تعالى: وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ*وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ [المؤمنون:98،97].

3) تقوى الله وحفظه عند أمره ونهيه قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً [الطلاق: 2] وقال تعالى: وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [آل عمران:120].

4) التوكل على الله والاعتماد عليه وهو من أقوى الأسباب في دفع كل الشرور عن العبد فمن يتوكل على الله فهو حسبه وكافيه قال تعالى: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق:3].

5) المحافظة على الأذكار اليومية من أذكار الصباح والمساء والنوم ونحوها، والتهليل مئة مرة في اليوم، وقراءة آخر آيتين من سورة البقرة، وأية الكرسي وغيرها من التحصينات الواردة في الكتاب والسنة.

4- طرق علاج السحر:

ما أنزل الله من داء إلا وله دواء وقد جعل الله للسحر كغيره من الأدواء أسباباً لإزالته ورفعه ومن ذلك:

1) وهو من أعظم الأسباب وأقواها على الإطلاق وهو سؤال الله تعالى أن يرفع عنه ما به من داء ويلجأ إلى الله بصدق وإخلاص ويتحرى أسباب الإجابة ومواطنها قال تعالى: أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل:62].

2) الرقى والتعاويذ الشرعية بكلام الله وكلام رسوله ، وكل كلام شرعي ليس فيه شرك ولا كفر من الاستعانة بغير الله أو نحو ذلك، وأن تكون بكلام عربي مفهوم، وأن لا يعتقد فيها التأثير بنفسها وإنما هي سبب من الأسباب.

3) استخراج السحر وإبطاله وهو من أبلغها وهو بمنزلة إزالة المادة الخبيثة وقلعها.

4) استعمال الأدوية المباحة التي يعرفها الأطباء وأهل العلم مثل تناول سبع تمرات من عجوة صبيحة كل يوم وهي تقي من السحر قبل وقوعه، و تنفع في حله بعد وقوعه كما في صحيح البخاري عن النبي : { من اصطبح بسبع تمرات من عجوة ـ وفي رواية من تمر المدينة ـ لم يضره سحر ولا سم ذلك اليوم إلى الليل }. كذلك ما ذكره العلماء من أخذ سبع ورقات من سدر أخضر ودقها بين حجرين، ثم يضربه بالماء ويقرءا آية الكرسي والقواقل، ثم يحسوا منه ثلاث حسيات ثم يغتسل به، فإنه يذهب عنه كل ما به. وذكر العلماء غيرها من أنواع النشرة التي يفك بها السحر [أنظر كلام ابن حجر في فتح الباري:10/233].

5) الحجامة في المكان الذي يصل إليه أذي السحر، فإذا ظهر أثره في عضو وأمكن استفراغ المادة الرديئة من ذلك العضو نفع جداً.

فهذا أخي الكريم بعض الإشارات حول هذا الموضوع الكبير الذي عم خطره وتعدى ضرره، فأسأل الله العظيم أن يقيني وإياك شر الأشرار وكيد الفجار وأن يرفع الضر عن المتضررين بالسحر وغيره وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المطويات المتوفرة: 584 يحق لكل المسلم إعادة النشر والاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الدعوي غير التجاري بشرط ذكر المصدر. 0.0144