الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
فإنّ الطالب المسلم يتوكّل على الله تعالى في مواجهة إختبارات الدنيا ويستعين به آخذاً بالأسباب الشرعية إنطلاقاً من قول النبي : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : { الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلا تَعْجَزْ } [صحيح مسلم:2664].
ومن تلك الأسباب:
1- الإلتجاء إلى الله بالدعاء بأي صيغة مشروعة كأن يقول ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري.
2- أن يستعدّ بالنوم المبكّر والذّهاب إلى الإمتحان في الوقت المحدد.
3- إحضار جميع الأدوات المطلوبة والمسموح بها كالأقلام وأدوات الهندسة والحاسبة والساعة لأنّ حسن الإستعداد يُعين على الإجابة.
4- تذكّر دعاء الخروج من البيت: ( بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أُضل، أو أَزل أو أُزل، أو أًظلم أو أُظلم، أو أجهل أو يُجهل علي ) ولا تنسى إلتماس رضا والديك فدعوتهما لك مستجابة.
5- أن تسمي بالله قبل البدء لأنّ التسمية مشروعة في ابتداء كلّ عمل مباح وفيها بركة واستعانة بالله وهي من أسباب التوفيق.
6- إتّق الله في زملائك فلا تُثر لديهم القلق ولا الفزع قبيل الإختبار فالقلق مرض معدٍ بل أدخل عليهم التفاؤل بالعبارات الطيبة المشروعة وقد تفاءل النبي باسم سهيل وقال: { سهُل لكم من أمركم }، وكان يُعجبه إذا خرج لحاجته أن يسمع: يا راشد يا نجيح.
فتفاءل لنفسك ولإخوانك بأنكم ستقدمون إمتحاناً جيداً.
7- ذكر الله يطرد القلق والتوتّر وإذا إستغلقت عليك مسألة فادع الله أن يهوّنها عليك وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا إستغلق عليه فهم شيء يقول: ( يا معلّم إبراهيم علمني ويا مفهّم سليمان فهمني ).
8- إختر مكاناً جيداً للجلوس أثناء الإختبار ما أمكنك، وحافظ على إستقامة ظهرك وأن تجلس على الكرسيّ جلسة صحيّة.
9- تصفح الإمتحان أولاً، والأبحاث توصي بتخصيص 10 بالمائة من وقت الإمتحان لقراءة الأسئلة بدقة وعمق وتحديد الكلمات المهمة وتوزيع الوقت على الأسئلة.
10- خطط لحل الأسئلة السهلة أولاً والصعبة لاحقاً، وأثناء قراءة الأسئلة أكتب ملاحظاتك وأفكارك لتستخدمها لاحقاً في الإجابة.
11- أجب على الأسئلة حسب الأهمية.
12- إبتدئ بحلّ الأسئلة السهلة التي تعرفها، ثم إشرع في حلّ الأسئلة ذات العلامات الأعلى وأخّر الأسئلة التي لا يحضرك جوابها أو ترى أنّها ستأخذ وقتاً للتوصّل إلى نتيجة فيها أو التي خُصّص لها درجات أقلّ.
13- تأنّ في الإجابة فقد قال النبي : { التأني من الله والعجلة من الشيطان } [حديث حسن:صحيح الجامع 3011].
14- فكّر جيداً في أسئلة إختيار الجواب الصحيح في إمتحانات الخيارات المتعددة، وتعامل معها وفق التالي:
إذا كنت متأكّداً من الإختيار الصحيح فإياك والوسوسة، وإذا لم تكن متأكّداً فابدأ بحذف الإحتمالات الخاطئة والمستبعدة ثمّ اختر الجواب الصحيح بناءً على غلبة الظنّ وإذا خمّنت جواباً صحيحاً فلا تغيّره إلا إذا تأكّدت أنّه خاطئ خصوصاً إذا كنت ستفقد نقاطاً عند الإجابة الخاطئة، وقد دلّت الأبحاث على أن الجواب الصحيح غالباً هو ما يقع في نفس الطالب أولاً.
15- في الإمتحانات الكتابية، إجمع ذهنك قبل أن تبدأ الاجابة، واكتب الخطوط العريضة لإجابتك ببضع كلمات تشير إلى الأفكار التي تريد مناقشتها. ثمّ رقّم الأفكار حسب التسلسل الذي تريد عرضه.
16- أكتب النقطة الرئيسة للإجابة في أول السطر لأنّ هذا ما يبحث عنه المصحح وقد لا يرى المطلوب إذا كان داخل العبارات والسطور وكان المصحح في عجلة.
17- خصص 10 بالمائة من الوقت لمراجعة إجاباتك. وتأنّ في المراجعة وخصوصاً في العمليات الرياضية وكتابة الأرقام، وقاوم الرغبة في تسليم ورقة الإمتحان بسرعة ولا يُزعجنّك تبكير بعض الخارجين فقد يكونون ممن إستسلموا مبكّراً.
18- إذا إكتشفت بعد الإختبار أنّك أخطأت في بعض الإجابات فخذ درساً في أهمية المزيد من الإستعداد مستقبلاً أو عدم الإستعجال في الإجابة وارض بقضاء الله ولا تقع فريسةً للإحباط واليأس وتذكّر حديث النبي : { وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ } [صحيح مسلم وقد تقدّم أوله].
19- إعلم بأنّ الغشّ محرّم سواء في مادة اللغة الأجنبية أو غيرها وقد قال عليه الصلاة والسلام: { من غشّ فليس منا }، وهو ظلم وطريقة محرّمة للحصول على ما ليس بحقّ لك من الدّرجات والشهادات وغيرها، وأنّ الإتّفاق على الغشّ هو تعاون على الإثم والعدوان، فاستغن عن الحرام يُغْنك الله من فضله وارفض كلّ وسيلة وعرْض محرّم يأتيك من غيرك ومن ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه. وعليك بإنكار المنكر ومقاومته والإبلاغ عمّا تراه من ذلك أثناء الإختبار وقبله وبعده وليس هذا من النميمة المحرّمة بل من إنكار المنكر الواجب.
فانصح من يقوم ببيع الأسئلة أو شرائها أو يقوم بنشرها عبر شبكة الإنترنت وغيرها والذين يقومون بإعداد أوراق الغشّ، وقل لهم أن يتقوا الله، وأخبرهم بحكم فعلهم وحكم مكسبهم وأنّ هذا الوقت الذي يقضونه في الإعداد المحرّم لو أنفقوه في المذاكرة الشّرعيّة وحلّ الاختبارات السابقة والتعاون على تفهيم بعضهم بعضاً قبل الإختبار لكان خيراً لهم وأقوم من الأعمال والإتفاقات المحرمة.
20- تذكّر ما أعددت للآخرة وأسئلة الإمتحان في القبر وسُبل النجاة يوم المعاد فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ .
نسأل الله أن يجعلنا من الفالحين الناجحين في الدنيا والفائزين الناجين في الآخرة إنه سميع مجيب.
|