مرحبا بك في موقع كلمات
  الخميس 25 جمادى الثانية 1446 هـ
 القـائمـــــة الرئيسيـــــة
 أقســـــام المطويـــــات
 شـــــــارك معنـــــــــا

اجعل موقعنا صفحتك الرئيسية    أضف موقعنا للمفضلة    قالب xml لعرض جديد المطويات لأصحاب المواقع.

المتصفحين: 21

  أقسام المطويات الفقه مكانة الصلاة في الإسلام
12 أكتوبر 2011 مكانة الصلاة في الإسلام  
دار ابن خزيمة
أرسلها لصديق أرسلها لصديق
طباعة المقال عرض للطباعة
إضافة مرجع إضافة مرجع
تصحيح خطأ إملائي تصحيح خطأ
عدد القرّاء عدد القرّاء: 13481

(1277 كلمة)

 

الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فإن الصّلاة هي أعظم وأكد أركان الإسلام بعد الشّهادتين، وهو عنوان إسلام العبد ودلالة إيمانه، من تركها فقد كفر، قال تعالى: مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّين َ [المدثر:42-43]، وقال : { االعهد الذي بيننا وبينهم الصّلاة، فمن تركها فقد كفر } [رواه التّرمذي 2621 وقال: حسن صحيح غريب، وصححه الألباني]، وقال أيضاً عليه الصّلاة والسّلام: { بين الرّجل وبين الشّرك والكفر ترك الصّلاة } [رواه مسلم 82]. وتارك الصّلاة لا يُقبل منه أي عمل ولا يجوز أن يُزوج بالمرأة المسلمة، ولا يرث ولا يُورث، وليس له ولاية على أولاده المسلمين، ولا تؤكل ذبيحته، وإذا مات لا يغسل ولا يكفن ولا يصلّى عليه ولا يدفن بمقابر المسلمين بل يُخرج به إلى الصّحراء ويُدفن بها، ومأواه جهنم وبئس المصير، فأيّ خزيٍ وأيّ عارٍ وأيّ عذابٍ أعظم من هذا العذاب والعياذ بالله.

ولعظم شأن الصّلاة فإنّها هي الوحيدة التي فُرضت من فوق سبع سماوات، وهي أول ما يحاسب عنه المرء يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر العمل، وإن فسدت فسد سائر العمل، وهي واجبة على كل مسلم بالغ عاقل ذكراً أو أنثى، وهي تجب في كل حال في الصّحة والمرض والإقامة والسّفر والأمن والخوف على قدر الاستطاعة، فحافظ عليها جيداً أيها المسلم بشروطها وأركانها وواجباتها إن كنت صادقًا في إسلامك ولا تخالف أفعالك وأقوالك فتكون من المنافقين، وتسقط من عين الله عزّ وجلّ، وإياك، إياك أن تكون من المسلمين المزيفين الّذين يتسمون بالإسلام ولا يطبقون أحكامه، أو تكون من الّذين يصلون وقتًا ويدعون أوقاتًا، فإن هذه ليست من صفات المسلم الحق، بل إن من صفات المسلم الحق الاستسلام لله والانقياد له وطاعته بكل ما يأمر به ومن ذلك أداء هذه الصّلاة والمحافظة عليها في أوقاتها.

وجوب صلاة الجماعة

لقد أمر الله تعالى في كتابه الكريم بإقامة الصّلاة جماعة مع المسلمين فقال عزّ من قائل: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِين َ [البقرة:43] وهذه الآية نص في وجوب الصّلاة مع الجماعة والمشاركة للمصلين في صلاتهم، وقال تعالى: وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا [النّساء:102].

فأوجب سبحانه أداء الصّلاة في الجماعة في حال الحرب فكيف بحال السّلم، ولو كان أحدٌ يسامح في ترك الجماعة لكان المصافون للعدو المهددون بهجومه عليهم أولى بأن يُسمح لهم في ترك الجماعة، فلمّا لم يقع ذلك علم أن أداء الصّلاة مع الجماعة من أهم الواجبات وأنّه لا يجوز التّخلف عن ذلك إلا من عذرٍ شرعيٍّ، ولقد أكّد النّبيّ على وجوب أداء الصّلاة مع الجماعة إلا من عذرٍ شرعيٍّ حيث يقول: { من سمع النّداء فلم يجبه؛ فلا صلاة له إلا من عذر } [صححه الألباني 1035]، وفي صحيح مسلم أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلاً أعمى قال: { يا رسول الله! إنّه ليس لي قائدٌ يقودني إلى المسجد. فسأل رسول الله أن يرخص له فيصلّي في بيته. فرخص له. فلمّا ولي دعاه فقال: هل تسمع النّداء بالصّلاة؟ فقال: نعم. قال: فأجب } [رواه مسلم 653].

فيا من تركت صلاة الجماعة هذا وهو أعمى وداره بعيدة عن المسجد ولا قائد له ويوجد في طريقه أشجار ونخيل وهوام وسباع قد ألزمه الرّسول بالصّلاة في الجماعة، وقبل ذلك ألزمها الله المحاربين المواجهين للعدو فكيف بك يا من عافاك الله ورزقك صحة وأمناً وقرباً من المسجد كيف تصلي في بيتك؟ أما تتقي الله؟ أما تستحي من الله؟ أما تخاف أن يسلبك هذه النّعم الّتي أنعمها عليك..!

فيا عجباً منك كيف تقرّ عينك وأنت تعلم أنك تارك لأمر ربّك!! ويا عجبًا منك كيف تهنأ في نومٍ أو في عيشٍ وأن تعلم أنّك عاصٍ لمولاك الّذي أصبحت بوافر نعمه تتقلب، فأين تعظيم الله؟ أين صدق الإيمان؟ أين الاستجابة للرّحمن؟ أيّ دينٍ هذا عندما تصمّ أذنيك عن الحق ولا تجب داعي الله، ولو أنك دُعيت للدّنيا وحطامها لقمت إليها مذعنًا خائفًا أن يفوتك شيءٌ من متاعها وحطامها!! فاتق الله في نفسك وصلِّ مع جماعة المسلمين واحمد الله تعالى على الصّحة والعافية والقوة والنّشاط.

وتذكر إخواناً لك في القبور قد فارقوا الأهل والأحباب وواجهوا الحساب يتمنى الواحد منهم أن لو يرجع إلى الّدنيا ليركع ركعةً واحدةً أو يكسب حسنةً واحدةً.

وتذكر أيضاً إخواناً لك يرقدون على الأسرة البيضاء ربما الواحد منهم لا يستطيع أن يصلي ولا حتى بالإيماء!! وأنت الصّحيح المعافى صاحب القوة والنّشاط قد تركت أمر الله وأعرضت عن أمره وارتكبت نهيه، فاتق الله وحافظ على الصّلاة مع الجماعة، فوالله لربما تغير الحال وانقلب المآل فصرت إلى الحفرة المظلمة والقبر الموحش، فماذا ستقول لربّك حينئذ إذا سألك عن صحتك وشبابك؟ أتقول قضيت صحتي وشبابي في إضاعة الصّلوات وارتكاب المحرمات؟!!

حكم تأخير الصّلاة عن وقتها

إن ترك الصّلاة مع الجماعة من أكبر الأسباب الّتي قد تجعل الإنسان يؤخر الصّلاة عن وقتها وتأخير الصّلاة عن وقتها حرام لا يجوز؛ لأن الصلاة لها وقت محدد يجب أن تؤدى فيه وإذا خرج وقتها بطلت ولم تقبل إلا من عذرٍ قال تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا [النّساء:103] وإذا بطلت صلاة العبد فإنه يكفر بذلك ويكون كتاركها بالكلية.

وفيما يلي بعض الأدلة على تحريم تأخير الصّلاة عن وقتها وأنه يكفر، والوعيد الشّديد لمن فعل ذلك قال تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا [مريم:59].

قال ابن مسعود وغيره: ( ليس معنى أضاعوا تركوها بالكلية ولكن أخروها عن وقتها وذلك كمن لا يصلي الفجر إلا بعد طلوع الشّمس أو لا يصلي العصر إلا بعد غروب الشّمس ).

وقال محمد بن نصر المروزي: ( سمعت إسحاق يقول: صح عن النّبيّ أن تارك الصّلاة كافر، وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النّبيّ أن تارك الصّلاة عمداً من غير عذرٍ حتى يذهب وقتها كافر ).

وقال أبو محمد بن حزم: ( وقد جاء عن عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم من الصّحابة رضي الله عنهم: ( أن من ترك صلاة واحدةً متعمداً حتى يخرج وقتها فهو كافر مرتد ) ولا نعلم لهؤلاء الصّحابة مخالفاً ).

وسئل سماحة الشّيخ عبد العزيز بن باز عن من يركب السّاعة (المنبه) على وقت الدّوام ولا يصلّي الفجر إلا بعد طلوع الشّمس فأجاب يرحمه الله بقوله: ( إن من يتعمد تركيب السّاعة على وقت الدّوام ولا يصلي الفجر إلا بعد طلوع الشمس فإن هذا قد تعمد ترك الصّلاة وهو كافرٌ بهذا عند جمع من أهل العلم. وقال أيضاً: وذهب جمع من أهل العلم إلى أنه يكفر بذلك كفراً أكبر وهو المنقول عن الصّحابة رضي الله عنهم ). ا.هـ.

وقال تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُون َ [الماعون:4-5]. عن صلاتهم ساهون أي يؤخرونها عن وقتها ولم يتركوها بالكلية فتوعدهم الله بهذه الكلمة العظيمة ويلٌ وهو واد في جهنم حرة شديد وقعره بعيد لو سيرت به جبال الدّنيا لذابت من شدة حرارته.

ألا فليتنبه لذلك بعض مسلمي هذا الزّمن الّذين يؤخرون صلاتي الفجر والعصر إلى ما بعد خروج وقتيهما عنوة، ويظنون بعد كل ذلك أنهم من المصلين المحافظين على الصّلاة.

أيا لاهياً في غمرة الجهل والهوى *** صريعاً على فرش الرّدى يتقلب

ستعلم يوم الحشر أي تجارة *** أضعت إذا تلك الموازين تنصب

فيا من تركت الصّلاة بالكلية أو تهاونت بها أو بصلاة الجماعة، البدار، البدار بالتّوبة قبل فوات الأوان، فوالله لن يغني أحد عنك من الله شيئًا، ولن يتحمل وزرك ولن يجادل الله عنك ولن يدفع نقمته إذا حلت بك، وستندم على عملك هذا يوم لا ينفعك النّدم، فتب إلى الله ما دمت تستطيع ذلك قبل أن تقول: رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ [المؤمنون:99-100].

وقبل أن يُغلق في وجهك الباب ويعلوك التّراب فإني والله لك من النّاصحين وعليك من المشفقين.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والله أعلم.

  [ رجوع إلى قسم: الفقه ]

المطويات المتوفرة: 584 يحق لكل المسلم إعادة النشر والاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الدعوي غير التجاري بشرط ذكر المصدر. 0.026