(652 كلمة)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد:
فهذه رسالة يحتاجها المسلم لمعرفة الأمور الجائزة، والممنوعة عند تشييع الجنائز.
أولاً: فضل اتباع الجنائز:
صح عن النبي أنه قال: { من تبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً وكان معها حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد } [صحيح الجامع6136].
ثانياً: علامات حسن الخاتمة:
1 - قال النبي : { من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة } وذلك لمن كان يعمل بهذه الكلمة ولا يأتي بشيء من نواقضها.
2 - الموت على عمل صالح.
3 - الموت شهيداً في سبيل الله.
4 - الموت بالطاعون، أو داء البطن، أو غرقاً، أو في هدم، أو حرق، أو مرض ذات الجنب، أو السل.
5 - موت المرأة في نفاسها.
ثالثاً: يجوز لمن حضرته الوفاة الوصية بثلث ماله لغير الوارثين، ويسن لمن حضر عنده أن يلقنه الشهادة.
فإذا مات تُغمض عيناه ويُغطى ويُدعى له بالرحمة، ثم يستعجل أهله في تجهيزه ويُدفن في بلده الذي مات فيه ويُسارع أهله بسداد دينه.
ويجوز كشف وجهه وتقبيله بين عينيه، ويجب على أهله الصبر على قدر الله وعدم التسخط.
ويستحب الوضوء لمن حمل الجنازة ولا يجب الغسل، وتحمل الجنازة في وقار وسكون وتذكر للآخرة.
ويُسن إدخال الميت من مؤخرة القبر ويوضع على جنبه الأيمن ووجهه للقبلة ويُقال عند وضعه " بسم الله وعلى ملة رسول الله " ويُهل على قبره التراب ويحثو المسلم ثلاث حثيات، ولا يُجصص القبر ولا يُرفع عن الأرض.
وعلى الحاضرين ألا يستعجلوا بالإنصراف وإنما يدعون للميت كل على حده، ويسألون الله له الثبات، ويستغفرون له فإن الميت في تلك اللحظات يُسأل في قبره.
وتُشرع التعزية لأهل الميت بألفاظ مناسبة ولو بعد ثلاثة أيام، ويُعزى بألفاظ منها: ( إن لله ما أخذ، ولله ما أعطى وكل شيء عنده إلى أجل مسمى اصبر واحتسب ) أو ما شابه ذلك من الكلام الحسن الذي يحقق الغرض ولا يخالف الشرع.
رابعاً: ومن المخالفات قراءة سورة يس فإنه لم يصح في ذلك أي حديث عن النبي .
وينبغي ألا ينقل الميت من بلده الذي مات فيه بل يدفن في أقرب مقبرة للمسلمين، ولو وصى الميت بدفنه في بلد آخر فان الوصية لا تنفذ، لأن النبي أمر بإرجاع الموتى الذين حملوا إلى المدينة ليدفنوا فيها وأمر بدفنهم في الأرض التي ماتوا فيها.
وتحرم النياحة على الميت ورفع الصوت بالبكاء ولطم الخدود وشق الثياب فإنها من أفعال الجاهلية.
ولا تجوز الصلاة على المرتد وتارك الصلاة، ولا يستغفر لهم، ولا يورثوا، ولا يدفنوا في مقابر المسلمين.
وينبغي أن تحمل الجنازة في هدوء وتذكر للآخرة، ومما أحدثه بعض الناس رفع الصوت أمام الجنازة بقولهم: ( وحدوه ) أو مناداتهم للميت بعد موته وذكر الشهادة ظانين أن ذلك ينفعه ونسوا قول الله تعالى لنبيه : إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى [النمل:80].
وبعضهم يؤذن في القبر زاعماً أنه يُذكر الميت وقد يكون ممن كان يسمع النداء وهو حي فلا يُجيب فكيف بعد موته؟ نسأل الله العافية.
ومن المخالفات أيضاً جمع الناس وذبح الذبائح والاجتماع عليها والإسراف في ذلك.
وقد يشهد البعض زوراً أن الميت من أهل الإيمان والخير والصلاح وهو خلاف ذلك ظانين أن ذلك ينفعه.
وقد يقوم البعض بوضع الحَب أو البرسيم على القبر أو شيء من الزرع، وكل ذلك لا ينفع الميت إنما الذي ينفعه هو أعماله الصالحة: وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى [النجم:39].
ومما ينبغي التنبيه عليه أن بعض الناس يدفن الميت ولا يدعو له بل يستعجل بالإنصراف والإصطفاف عند باب المقبرة للعزاء، ويقوم الناس بوضع أيديهم على أكتاف أهل الميت وكل ذلك مما يخالف السنة.
ومن الأشياء المُنكرة التي أحدثها بعض الناس الجلوس في الشوارع وإغلاق الطريق ثلاث ليالٍ متواصلة مما يُعد تعدٍ على حقوق المسلمين وتعطيل لمصالحهم.
ومن البدع التي ينبغي الحذر منها كتابة آيات على كسوة الميت، وذبح الذبائح عند عتبة الباب بعد خروج الجنائز، وتخصيص مكان للعزاء، رغم أن السنة العزاء في أي مكان يوجد فيه أهل الميت، ومنها التوجه إلى جهة القبر مع وضع اليد اليمنى على اليسرى كهيئة الصلاة عند الدعاء.
نسأل الله تعالى أن يرحم جميع أموات المسلمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. |