مرحبا بك في موقع كلمات
  السبت 6 جمادى الثانية 1446 هـ
 القـائمـــــة الرئيسيـــــة
 أقســـــام المطويـــــات
 شـــــــارك معنـــــــــا

اجعل موقعنا صفحتك الرئيسية    أضف موقعنا للمفضلة    قالب xml لعرض جديد المطويات لأصحاب المواقع.

المتصفحين: 31

  أقسام المطويات الدعوة و التربية النبي صلى الله عليه وسلم والأطفال
11 أبريل 2015 النبي صلى الله عليه وسلم والأطفال    أرسلها لصديق أرسلها لصديق
طباعة المقال عرض للطباعة
إضافة مرجع إضافة مرجع
تصحيح خطأ إملائي تصحيح خطأ
عدد القرّاء عدد القرّاء: 19368

(1917 كلمة)

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.. أما بعد:

فمن أهم المواضيع الجديرة بعناية الآباء والمربين والدعاة، موضوع تعامل النبي مع الصغار.. كيف امتلك النبي قلوب الصغار؟ كيف ربّاهم؟ كيف أدبهم؟ كيف علّمهم؟ كيف زرع فيهم مفاهيم العزة والكرامة؟

إن التعامل مع الصغار يحتاج إلى وعي شديد، وحرص ورفق من المربي ويحتاج كذلك إلى علم باحتياجات الطفل النفسية والإجتماعية ويحتاج أيضاً إلى سعة صدر وطول بال وحلم حتى تنجح عملية التوجيه والتربية.

لقد اهتم النبي بذلك كله، ولكنه حرص قبل ذلك على تأصيل محبته في نفوس الأطفال.

فالمحبة أولاً، ثم بعد ذلك تأتي عملية التوجيه والإرشاد وزرع المفاهيم، و بدون هذه العملية لا يمكن أن نتوقع نجاحاً للعملية التربوية.

وهذه المحبة تنشأ من الرحمة بالأطفال، والعناية بهم واحترام حقوقهم، وعدم الإستهانة بها، وحسن معاملتهم وترغيبهم في الخير، وترك إيذائهم ورفع الظلم عنهم، و كل ذلك فعله النبي ففاز بمحبة الأطفال، واستطاع أن يزرع في نفوسهم ما يشاء من خصال نبيلة وخلال حميدة و آداب رفيعة.. وإلى معالم هذا المنهج النبوي في تربية الأطفال.

الإهتمام بالطفل قبل أن يولد

١ - اختيار الزوجة الصالحة:

لقول النبي : { تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك } [متفق عليه].

وقول النبي : { تخيروا لنطفكم، فانكحوا الأكفاء، و أنكحوا إليهم } [رواه ابن ماجة و صححه الألباني].

٢- الحرص على حفظ الطفل من الشيطان:

فقد أوصى النبي بالدعاء عند الجماع وقال: { لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنّب الشيطان ما رزقتنا، فيولد بينهما ولد فلا يصيبه الشيطان أبداً } [متفق عليه].

الدعاء للأطفال و التبريك عليهم

فعن أبي موسى قال: ( وُلِد لي غلام، فأتيت به النبي ، فسمّاه ابراهيم وحنّكه بتمرة ) [متفق عليه].

والتحنيك أن يمضغ المُحَنِّك تمرة حتى تصير مائعة بحيث تبتلع، ثم يفتح فم المولود، ويضعها أو بعضها فيه، ليدخل شيء منها في جوفه.

وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله : ( كان يؤتى بالصبيان، فيبرّك عليهم ويحنكهم ) [رواه مسلم]، ومعنى ( يبرّك عليهم ) يمسحهم بيده الشريفة ويدعو لهم.

اختيار الأسماء الحسنة

فقد قال النبي : { أحب الأسماء إلى الله: عبدالله و عبدالرحمن } [رواه مسلم]. وعند أبي داود {.. و أصدقها: حارث وهمام، وأقبحها: حرب ومرة }.

وعن عائشة رضي الله عنها: ( أنّ رسول الله كان يغير الإسم القبيح ) [رواه الترمذي وصححه الألباني وغيره].

وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن ابنةً لعمر يقال لها: عاصية، فسمّاها رسول الله صلى الله عليه و سلم جميلة، وكانت زينب بنت أبي سلمة اسمها برّة، فقيل تزكي نفسها، فسماها النبي : زينب [متفق عليه].

ولعل اهتمام النبي بالأسماء الحسنة وتغيير الأسماء القبيحة يدل على أن للأسماء أثراً في شخصية صاحبها، وأنماط سلوكه وتفكيره.

رحمة الأطفال

عن أبي هريرة قال: قبّل رسول الله الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالساً، فقال الأقراع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً. فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: { من لا يَرحَم، لا يُرحم } [متفق عليه].

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قدم ناس من الأعراب على رسول الله فقالوا: أتقبلون صبيانكم؟ فقالوا: نعم، قالوا: لكنا - و الله - ما نقبل، فقال رسول الله : { أوَأملك إن كان الله نزع منكم الرحمة } [متفق عليه].

ومن صور رحمة النبي بالأطفال أنه { كان يصلي بالناس وهو حامل أمامة بنت ابنته زينب فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها } [متفق عليه].

ومن صور رحمة النبي بالأطفال أنه زار غلاماً يهودياً مريضاً كان يخدمه، فقال له: { قل لا إله إلاّ الله } فنظر الغلام إلى أبيه، فقال له: أطع أبا القاسم، فقالها الغلام، فقال النبي : { الحمد لله الذي أنقذه من النار } [رواه البخاري].

ومن صور ذلك أنه دخل على ابنه ابراهيم وهو يجود بنفسه - أي في سياق الموت - فجعلت عينا رسول الله تذرفان وقال: { إن العين تدمع، وإن القلب يحزن، وإنّا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون } [رواه البخاري].

ولمّا مات ابن ابنته فاضت عيناه ، فقال له سعد بن عبادة: ما هذا يا رسول الله؟ قال : { إنها رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنّما يرحم الله من عباده الرحماء } [متفق عليه].

الهدية للطفل

والهدية للطفل مبدأ تربوي هام وهو يُشعِر الطفل بأهميته ومكانته في قلب المُهدي ومن الهدي النبوي في ذلك:

عن أم خالد - وكانت صغيرة عندما هاجرت إلى الحبشة مع المهاجرين - قالت: اُتي رسول الله بثياب فيها خميصة سوداء، فقال: { من ترون نكسوها هذه الخميصة؟ } فأسكت القوم، فقال: { ائتوني بأم خالد } فأتي بي النبي فألبسنيها بيده وقال: { أبلي وأخلقي مرتين } فجعل ينظر إلى علم الخميصة، ويشير بيده إليّ ويقول: { يا أم خالدّ هذا سنا } والسنا بلسان الحبشة: الحسن [رواه البخاري].

المزاح مع الطفل

ومن ذلك أن غلاماً أخاً لأنس بن مالك اسمه أبوعمير كان له نُغر - و هو الطائر الصغير - يلعب به، فمات النغر، فحزن عليه الصبي، فذهب إليه النبي ليواسيه ويفرحه فقال له: { يا أبا عُمير! ما فعل النغير } [متفق عليه].

وفيه من الفوائد كما ذكر ابن حجر: جواز الممازحة ، وأن ممازحة الصبي الذي لم يميز جائزة ، وتكرير زيارة الممزوح معه ، وفيه ترك التكبر والترفع ، وفيه جواز التلطف بالصديق صغيراً كان أو كبيراً ، والسؤال عن حاله ، وفيه جواز تصغير الإسم ولو كان لحيوان ، وجواز مواجهة الصغير بالخطاب ، وغير ذلك من الفوائد التي ذكرها.

إعطاء الطفل حاجته من اللعب

عن عبدالله بن شداد عن أبيه : قال : خرج علينا رسول الله في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسناً أو حسيناً ، فتقدم رسول الله فوضعه ثمّ كبّر للصلاة ، فصلّى ، فسجَدَ بين ظهراني صلاته سجدة أطالها فرفع شداد رأسه ، فإذا الصبي على ظهر رسول الله وهو ساجد ، فلما قضى رسول الله الصلاة قال الناس : يا رسول الله ! إنك سجَدتَ بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتَها حتى ظننا أنه قد حدثَ أمر أو أنّه يوحى إليك . قال : { كلُّ ذلك لم يكن ، ولكن ابني ارتحلني ، فكرهتُ أن أعجّله حتى يقضي حاجته } [رواه النسائي وصححه الألباني].

وهذا مثال في لعب الطفل الصغير الذي يُحمَل ، أما لعب الغلام مع الصبيان ، فيحدثنا عن ذلك أنس بن مالك فيقول : كان رسول الله أحسن الناس خلقاً ، فأرسلني يوماً لحاجة ، فقلتُ : والله لا أذهب - و في نفسي أن أذهب لما أمرني نبي الله - فخرجت حتى أمّر على صبيان وهم يلعبون في السوق فإذا رسول الله قد قبض بقفاي من ورائي . قال : فنظرت إليه وهو يضحك فقال : { يا أُنيس ، أذَهَبتَ حيثُ أمرتُك ؟ } قلت : نعم أنا ذاهب يا رسول الله [رواه مسلم]. فلم يعاتبه النبي على لعبه مع الصبيان ، أو مشاهدته لهم وهم يلعبون ، وفيه أيضاً التنبيه على الخطأ برفق ولين دون عنف وغلظة .

السلام على الصبيان

عن أنس أن النبي : { كان يزور الأنصار و يسلّم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم } [رواه النسائي وصححه الألباني].

التشجيع بالجوائز

عن عبدالله بن الحارث قال : كان رسول الله يصفّ عبدالله وعبيدالله وكُثيراً بني العبّاس رضي الله عنهم فيقول : { من سَبَقَ إليَّ فله كذا وكذا } قال : فيستبقون إليه ، فيقعون على ظهره وصدره فيُقبّلهم ويلتزمهم [رواه أحمد].

تنمية مهارة التفكير

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله : { إنّ من شجر البوادي شجرة لا يسقط ورقها ، وإنّها مثل المسلم فحدثوني ما هي ؟ } فوقع الناس في شجر البوادي ، قال ابن عمر رضي الله عنهما : ووقع في نفسي أنها النخلة ، ثم حدثنا رسول الله قال : { هي النخلة } [رواه البخاري] وقد ذكر ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان أصغر القوم ، ولذلك سكت .

استئذان الأطفال وإظهار حقوقهم

فعن سهل بن سعد الساعدي ، أن رسول الله أُتيَ بشراب ، فشرب منه وعن يمينه غُلام وعن يساره أشياخ فقال للغلام : { أتأذنُ لي أن أُعطي هؤلاء ؟ } فقال الغُلام : لا والله لا أؤثر بنصيبي منك أحداً . قال : فتلَّه رسول الله في يده [متفق عليه].

وفيه جلوس الأطفال في مجالس الكبار ، واحترام حقوقهم واستئذانهم في بعض حقوقهم ، وأن السنّة تقديم الأيمن ولا يُدفع إلى غيره إلاّ بإذنه.

رفع الظلم عن الطفل

عن أبي مسعود الأنصاري قال : كنتُ أضرب غلاماً لي بالسوط ، فسمعت من خلفي صوتاً : { اعلم أبا مسعود } فلم أفهم الصوت من الغضب ، قال : فلمّا دنا مني إذا هو رسول الله ، فإذا هو يقول : { اعلم أبا مسعود ، اعلم أبا مسعود ! } قال : فألقيت السوط من يدي قال عليه الصلاة والسلام : { اعلم أبا مسعود أن الله تبارك وتعالى أقدر عليك منك على هذا الغلام } قال : لا أضرب مملوكاً بعده أبداً .

وفي رواية : قلت : يا رسول الله ! هو حرٌ لوجه الله فقال رسول الله : { أما لو لم تفعل للَفَحتكَ النار، أو لمَسَّتك النار } [رواه مسلم].

الأمر بتخفيف الصلاة من أجل الصغير

عن عقبة بن عمرو البدري قال : جاء رجل إلى النبي فقال : إنّي لأتأخر عن صلاة الصبح من أجل فلان مما يطيل بنا ، فما رأيت النبي غضب في موعظة قط أشدّ مما غضب يومئذ فقال : { يا أيها النّاس! إنّ منكم منفرين ، فأيكم أمّ الناس فليوجز ، فإنّ من ورائه الكبير والصغير وذا الحاجة } [متفق عليه].

فانظر كيف كان اهتمامه بترغيب الصغار في صلاة الجماعة ، ولك أن تعجب من أولئك الذين يطردون الصغار من المساجد ، ويطاردونهم مطاردة اللصوص! فهذا أمر مخالف لهدي النبي .

ترسيخ مبادئ العقيدة

و كان النبي حريصاً على ترسيخ مبادئ العقيدة الصحيحة في نفوس الأطفال حتى ينشؤوا على العزّة والكرامة والثقة بالله تعالى واللجوء إليه وحده عند الخطوب والملمّات .

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف النبي يوماً فقال : { يا غُلام إنّي أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أنّ الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلاّ بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلاّ بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفّت الصحف } [رواه الترمذي].

وفي رواية : { احفظ الله تجده أمامك ، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدّة ، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وما أصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم أنّ النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسراً } [رواه أحمد والحاكم].

يا لها من دروس تربوية يزرعها النبي بهذا الحديث في نفس ابن عبّاس رضي الله عنهما ، دروس عظيمة لها تأثيرها القوي في عقيدة ابن عبّاس وعبادته وتوجهه وشخصيته وأنماط سلوكه .

إنها دروس متعددة : درس في التوحيد ودرس في التقوى والمراقبة ، ودرس في الثبات ودرس في الأخلاق ، ودرس في الصبر وانتظار الفرج ، ودرس في الثقة بالله تعالى ، وغير ذلك كثير .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

  [ رجوع إلى قسم: الدعوة و التربية ]

المطويات المتوفرة: 584 يحق لكل المسلم إعادة النشر والاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الدعوي غير التجاري بشرط ذكر المصدر. 0.0327